مع بداية العام الجديد وفي ذكرى الانطلاقة المجيدة ، كل عام ونحن اقرب إلى الحرية ، وعلى أمل عام جديد تنعمون فيه أنتم والوطن والبشرية جمعاء بالصحة والسلامة والسلام والتخلص من وباء أدمى القلوب ومن أشكال اضطهاد قبيح.
ستة وخمسون عاماً مضت من عُمر "فتح" ومن عمر جيلنا وعُمر حركتنا الوطنية الفلسطينية ولا زالت الثورة المعاصرة مستمرة لانها كانت أول الرصاص وأول الحجارة ، ... مسيرة بها الكثير من المعاناة والالم والتضحيات ، لكن بها أيضاً الكثير من الإنجازات والانتصارات رغم بعض الاحباطات.
حركة كان لها الفضل بإبقاء الأمل للشعب والأجيال ، حين أعادت لنا بالانطلاقة روح الهوية الوطنية بالبندقية المقاتلة والكلمة الثائرة ، فصمدت في بيروت وفي ساحات أخرى وأطلقت اعلان الاستقلال وأشعلت انتفاضات الوطن ، لتبقي على القدس درة التاج ولتكرس المقاومة الشعبية ولتؤكد على رؤية السلام الحقيقي العادل بالدبلوماسية المقاومة.
مسيرة ثورة لم تكن كغيرها من الثورات العالمية بتعقيدات الظروف والمتغيرات وحجم المؤامرات عليها دون قواعد ارتكاز ، حركة أرست قواعد الاستمرار وقيم الوحدة الوطنية وكرّست إستقلالية القرار والهوية الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي قدم شعبنا التضحيات من أجل وحدانية تمثيلها، فنالت الثقة الأممية بها وتقدمت بالساحات والمحافل الدولية استكمالا للاعتراف بدولتنا وحقنا بتقرير المصير والعودة.
ورغم ان البعض توهم ان السلطة الوطنية هي نهاية المطاف ، الا ان فتح ومعها كل الحركة الوطنية ارست قواعد بناء الدولة رغم التحديات الجسام واكدت ان السلطة الوطنية محطة على طريق الدولة المستقلة ، فاستمرت تؤكد انها لازالت حركة تحرر وطني وان كفاحنا من اجل دحر الاحتلال والاستيطان ومن أجل الحرية والديمقراطية والدولة المستقلة مستمر ولن يتوقف حتى تحقيق العودة والحرية والاستقلال والعدالة للجميع ، فكانت "فتح" الديمومة وما زالت هي الشعلة .
في الذكرى ال ٥٦ اقول لأجيال "فتح" وأبناء شعبنا ، حركتكم صنعت حضنا وطنيا جامعا و مجداً ، فحافظوا عليه واستمروا في حمل أمانة منشأ الفكرة ووطنية جوهرها وانسانية عمقها الحضاري التحرري الديمقراطي التعددي والتقدمي والتنويري حتى نحقق النصر ونجسد مبادئ اعلان الاستقلال.
فكل عام والوطن والشعب واحلام الشهداء والاسرى بألف خير ،،، وعاشت الذكرى .