امل انور ابو عصر
وفي الليل الذي نخاف
في الليل شديد السواد والذي يغطي مدينتنا
التي نحب فباتت كمدينة الأشباح الممزوجة برائحة البارود والدماء
بفعل صورايخ الحقد وقذائف الموت
التي لاترحمنا وتفتك بنا تباعاً .
وعند الصباح الذي لا يشبه صباحاتنا العادية
نلملم أشلاؤنا ونحفر قبورنا
فتتحول قلوبنا لمآتم دائمة العزاء
ونودع موتانا بلا دموع وبلا جنازات وبلا قبور
تتسع لكل هذا الموت !
ونعود بعدها لنعيد الكرة من جديد
ونعيش نفس الألم على مدار ثمانية عشر يوما
ونفس سيناريو الموت المزدحم في هذه المدينة
ونفس التوقيت ونفس القلوب المكلومة والأرواح المنهكة
التي تشتكي لله كل هذا الألم !
وعلى هذا الحال ما نحن الا قوائم انتظار لموت جديد !
لوجع جديد لشهيد جديد !
حتى بات هذا الجسد بلا روح
ينتظر صباحا بلا وجع وليلا بلا فقد ولا خوف
يعد فيه الدقائق والثواني ليبزغ فجر جديد يبدد ظلام ليلنا الحالك
ويزيح البؤس عن وجوهنا
ونذهب لنتفقد أجزائنا
ومن منا ما زال على قيد الوجع
ومن منا نجا ومات
فالموت لا يوجع الموتى ولكنه يوجع من بقى
فيرثيه ويبكيه عمرا آخر !
تعالوا معي إلى هنا لندفن الزهور المحترقة في صدرونا لعلها تعود للحياة من جديد